شرح وتفسير سورة المجادلة surah al mujadilah ( من الآية واحد إلى الآية إحدى عشر )
شرح وتفسير سورة المجادلة surah al mujadilah |
( من الآية واحد إلى الآية إحدى عشر )
سُورَةُ الْمُجَادِلَة وَهي من السور المدنية ، ومن المفصل ، وعدد آياتها اثنان وعشرون 22 ، وترتيبها في القرآن الكريم ثمانية وخمسون 58 ، وهي أول سورة في الجزء الثامن والعشرين 28 ،وقد بدأت بأسلوب توكيد : ¤ قَدْ سَمِعَ ¤ ، وذُكِرَ لفظ الجلالة في كل آية من السورة ، وقد تم نزولها من بعد سورة المنافقون .
شرح الكلمات:
* قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها: أي تراجعك* أيها النبي* في شأن زوجها أوس بن الصامت*.* وتشتكي إلى الله: أي وحدتها* وفاقتها وصبية* صغاراً إن ضمتهم إليه* ضاعوا وإن ضمهم* إليها جاعوا*.
* والله يسمع تحاوركما: أي تراجعكما* أنت أيها الرسول* والمحاورة لك *وهي خولة بنت ثعلبة*.
* إن الله سميع بصير: أي لأقوالكما* بصير بأحوالكما*.
* الذين يظاهرون منكم من نسائهم: أي يحرمون* نساءهم بقول أنت عليَّ* كظهر أمي*.
* ما هن أمهاتهم: أي ليس هن بأمهاتهم*.
* إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم: ما أمهاتهم* إلا اللائي ولدنهم*، أو أرضعنهم*.
* وإنهم ليقولون منكراً من القول وزورا : أي وإنهم بالظهار* ليقولون منكراً* من القول وزوراً أي كذباً*.
* وإن الله لغفو غفور: أي على عباده* أي ذو صفح عليهم* غفورٌ لذنوبهم إن تابوا منها*.
* والذين يظاهرون من نسائهم: أي بأن يقول* لها أنت عليّ كظهر* أمي أو أختي ونحوها من المحارم*.
* ثم يعودون لما قالوا: أي يعزمون* على العودة* للتي ظاهروا منها*، إذ كان الظهار في الجاهلية* طلاقاً*.
* فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا: أي فالواجب عليه* تحرير رقبة* مؤمنة قبل أن يجامعها*.
* ذلكم توعظون به: أي تؤمرون* به فافعلوه على سبيل* الوجوب*.
شرح وتفسير سورة المجادلة surah al mujadilah |
* فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين: أي فمن لم يجد* الرقبة* لانعدامها أو غلاء ثمنها* فالواجب صيام* شهرين متتابعين*.
* من قبل أن يتماسا: أي من قبل* الوطء لها*.
* فمن لم يستطع: أي الصيام* لمرض أو كبر سن*.
* فإطعام ستين مسكيناً: أي فعليه قبل الوطء*، أن يطعم ستين مسكينا* يعطى لكل مسكين مداً من بر أو مدين* من غير البر* كالتمر والشعير *ونحوهما من غالب قوت أهل البلد*.
* ذلك: أي ما تقدم* من بيان حكم الظهار *الذي شرع لكم*.
* لتؤمنوا بالله ورسوله: أي لأن الطاعة* إيمان والمعصية* من الكفران*.
* وتلك حدود الله: أي أحكام شرعه*.
* وللكافرين عذاب أليم: أي وللكافرين* بها الجاحدين* لها عذاب أليم* أي ذو ألمٍ*.
* إن الذين يحادون الله ورسوله: أي يخالفون الله* ورسوله* ويعادونهما*.
* كُبتوا كما كبت الذين من قبلهم: أي ذُلُّوا وأهينوا* كما ذل وأهين* من قبلهم لمخالفتهم رسولهم*.
* وقد أنزلنا آيات بينات: أي والحال* أنا قد أنزلنا آيات* واضحات دالة* على صدق الرسول*.
* عذاب مهين: أي يوقعهم* في الذل والهوان*.
* يوم يبعثهم الله جميعاً: أي يوم القيامة*.
* أحصاه الله ونسوه: أي جمعه* وعدّه ونسوه هم*.
* والله على كل شيء شهيد: أي لا يغيب* عنه شيء* من الأشياء*.
شرح وتفسير سورة المجادلة surah al mujadilah |
* ما يكون من نجوى: أي من متناجين*.
* ثلاثة إلا هو رابعهم: إلا هو تعالى* رابعهم بعلمه بهم*، وقدرته عليهم*.
* ولا أدنى من ذلك: أي أقل من الثلاثة* وهما الاثنان*.
* إلا هو معهم أينما كانوا: أي في أيّ مكان* من الأرض أو السماء*.
* ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى: أي المسارة* الكلامية والمنهيون* هم اليهود والمنافقون*.
* ثم يعودون لما نهوا: أي من التناجي* تعمدا لأذية* المؤمنين بالمدينة*.
* ويتناجون بالإِثم والعدوان: أي بما هو إثم في نفسه*، وعداوة الرسول* والمؤمنين*.
* ومعصية الرسول: أي يتناجون* فيوصي بعضهم بعضا* بمعصية الرسول وعدم طاعته*.
* وإذا جاءوك حيوك: أي جاءوك* أيها النبي حيوك* بقولهم السام عليك*.
* بما لم يحيك به الله: أي حيوك بلفظ السام عليك*، وهذا لم يحيي الله* به رسوله بل حياه* بلفظ السلام عليك* أيها النبي ورحمة* الله وبركاته*.
* ويقولون في أنفسهم: أي سرا* فيما بينهم*.
* لولا يعذبنا الله بما نقول: أي هلا يعذبنا الله* بما نقول له*، فلو كان نبياً لعاجلنا الله بالعقوبة*.
* حسبهم جهنم يصلونها: أي يكفيهم عذاب* جهنم يصلونها فبئس* المصير لهم*.
شرح وتفسير سورة المجادلة surah al mujadilah |
* فلا تتناجوا بالإِثم والعدوان: أي فلا يناج* بعضكم بما هو إثم* ولا بما هو عدوان* وظلم ولا بما هو معصية* للرسول*.
* وتناجوا بالبر والتقوى: أي وتناجوا* إن أردتم ذلك بالبر* أي الخير والتقوى* وهي طاعة الله والرسول*.
* إنما النجوى من الشيطان: أي إنما النجوى* بالإِثم والعدوان* من الشيطان أي بتغريره*.
* ليحزن الذين آمنوا: أي ليوهمهم* أنها بسبب شيء* وقع مما يؤذيهم*.
* وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله: ألا وليس التناجي* بضار المؤمنين شيئا* إلا بإرادة الله تعالى*.
* وعلى الله فليتوكل المؤمنون: أي وعلى الله* لا على غيره* يجب أن يتوكل المؤمنون*.
* تفسحوا في المجالس: أي توسعوا في المجالس التي هي مجالس علم وذكر.
* فافسحوا يفسح الله لكم: أي في الجنة وفي الرزق والقبر.
* انشزوا فانشزوا: أي قوموا للصلاة أو لغيرها من أعمال البر.
* يرفع الله الذين آمنوا منكم: أي بالنصر وحسن الذكر في الدنيا وفي غرفات الجنان في الآخرة.
* والذين أوتوا العلم درجات: أي ويرفع الذين أوتوا العلم درجات عالية لجمعهم بين العلم والعمل.
من هداية آيات سورة المجادلة:
* إجابة الله لأوليائه* بتفريج كروبهم وقضاء* حوائجهم فله الحمد* وله الشكر*.* حرمة الظهار* باعتباره منكرا* وكذبا* وزورا* فيجب التوبة منه*.
* بيان حكم المظاهر *وهو أن عليه عتق رقبة* قبل أن يجامع امرأته* المظاهر منها. فإن لم يجد الرقبة* المؤمنة صام شهرين* متتابعين من الهلال* إلى الهلال وإذا انقطع التتابع* لمرض بنى على ما صامه*. فإِن لم يستطع لمرض ونحوه أطعم ستين مسكيناً* فأعطى لكل مسكين* على حدة مدّا من بر أو مدين* من غير البر كالشعير والتمر*.
* لو جامع المظاهر* قبل إخراج الكفارة* أثم فليستغفر ربّه* وليخرج كفارته*. ولا شيء عليه* لحديث الترمذي الصحيح*.
* طاعة الله* ورسوله إيمان*، ومعصية الله* ورسوله من الكفران*.
* لو جامع المظاهر* قبل إخراج الكفارة* أثم فليستغفر ربّه* وليخرج كفارته*. ولا شيء عليه* لحديث الترمذي الصحيح*.
* طاعة الله* ورسوله إيمان*، ومعصية الله* ورسوله من الكفران*.
* وعيد الله* الشديد بالإِكبات* والذل* والهوان* لكل من يحاد الله* ورسوله*.
* إحاطة علم الله* بكل شيء وشهوده* لكل شيء وإحصاه* لكل أعمال العباد حال توجب مراقبة الله* تعالى والخشية منه** والحياء منه* أشد الحياء*.
* الإِرشاد إلى أن التناجي* للمشاورة في الخير* ينبغي أن يكون عدد المتناجين* ثلاثة أو خمسة أو سبعة* ليكون الواحد عدلا مرجحا* للخلاف قاضيا فيه* إذ اختلف اثنان* لا بد من واحد يرجح* جانب الخلاف* وإذا اختلف أربعة* لا بد من خامس* يرجح جانب الخلاف*.
* بيان مكر اليهود* والمنافقين وكيدهم للمؤمنين* في كل زمان ومكان*.
* إذا حيا الكافرُ المؤمنَ* ورد عليه المؤمنُ* رد عليه بقوله وعليكم* لما صح أن النبي صلى الله* عليه وسلم* دخل عليه ناس من اليهود* فقالوا السام عليك* يا أبا القاسم فقال صلى الله* عليه وسلم وعليكم*. فقالت عائشة رضي الله* عنها عليكم السام* ولعنكم الله* وغضب عليكم*. فقال لها عليه الصلاة والسلام* يا عائشة عليك بالرفق* وإياك والعنف والفحش* فقالت* ألا تسمعهم يقولون السام؟ فقال* لها أو ما سمعت ما أقول*: وعليكم*. فأنزل الله هذه الآية* رواه الشيخان*.
* إحاطة علم الله* بكل شيء وشهوده* لكل شيء وإحصاه* لكل أعمال العباد حال توجب مراقبة الله* تعالى والخشية منه** والحياء منه* أشد الحياء*.
* الإِرشاد إلى أن التناجي* للمشاورة في الخير* ينبغي أن يكون عدد المتناجين* ثلاثة أو خمسة أو سبعة* ليكون الواحد عدلا مرجحا* للخلاف قاضيا فيه* إذ اختلف اثنان* لا بد من واحد يرجح* جانب الخلاف* وإذا اختلف أربعة* لا بد من خامس* يرجح جانب الخلاف*.
* بيان مكر اليهود* والمنافقين وكيدهم للمؤمنين* في كل زمان ومكان*.
* إذا حيا الكافرُ المؤمنَ* ورد عليه المؤمنُ* رد عليه بقوله وعليكم* لما صح أن النبي صلى الله* عليه وسلم* دخل عليه ناس من اليهود* فقالوا السام عليك* يا أبا القاسم فقال صلى الله* عليه وسلم وعليكم*. فقالت عائشة رضي الله* عنها عليكم السام* ولعنكم الله* وغضب عليكم*. فقال لها عليه الصلاة والسلام* يا عائشة عليك بالرفق* وإياك والعنف والفحش* فقالت* ألا تسمعهم يقولون السام؟ فقال* لها أو ما سمعت ما أقول*: وعليكم*. فأنزل الله هذه الآية* رواه الشيخان*.
* إذا سلم الذمي* وكان سلامه بلفظ السلام* عليكم لا بأس* أن يرد عليه بلفظه*.
* حرمة التناجي* بغير البر والتقوى* لقوله تعالى* إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس الآية من سورة النساء.
* لا يجوز أن يتناجى* اثنان دون الثالث* لما يوقع ذلك في نفس الثالث* من حزن لا سيما إن كان ذلك في سفر* أو في حرب* وما إلى ذلك*.
* وجوب التوكل على الله* وترك الأوهام والوساوس* فإنها من الشيطان*.
* الندب إلى فضيلة* التوسع في مجالس* العلم والتذكير*.
* الندب والترغيب* في القيام بالمعروف* وأداء الواجبات* إذا دعي المؤمن* إلى ذلك*.
* حرمة التناجي* بغير البر والتقوى* لقوله تعالى* إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس الآية من سورة النساء.
* لا يجوز أن يتناجى* اثنان دون الثالث* لما يوقع ذلك في نفس الثالث* من حزن لا سيما إن كان ذلك في سفر* أو في حرب* وما إلى ذلك*.
* وجوب التوكل على الله* وترك الأوهام والوساوس* فإنها من الشيطان*.
* الندب إلى فضيلة* التوسع في مجالس* العلم والتذكير*.
* الندب والترغيب* في القيام بالمعروف* وأداء الواجبات* إذا دعي المؤمن* إلى ذلك*.
* فضيلة الإِيمان* وفضل العلم* والعمل به*.
* مشروعية النسخ في الشريعة* قبل العمل بالمنسوخ* وبعده إذ هذه الصدقة* نسخت* قبل أن يعمل بها* اللهم إلا ما كان من عليّ رضي الله عنه فإنه أخبر أنه تصدق بدينار* وناجى رسول الله* صلى الله* عليه وسلم* ثم نسخت هذه الصدقة* فكان يقول في القرآن* آية لم يعمل* بها أحد غيري* وهي فضيلة له رضي الله عنه*.
* في إقامة الصلاة* وإيتاء الزكاة* وطاعة ورسوله* في الواجبات والمحرمات* عوض عما يفوت* المؤمن من النوافل*.
* مشروعية النسخ في الشريعة* قبل العمل بالمنسوخ* وبعده إذ هذه الصدقة* نسخت* قبل أن يعمل بها* اللهم إلا ما كان من عليّ رضي الله عنه فإنه أخبر أنه تصدق بدينار* وناجى رسول الله* صلى الله* عليه وسلم* ثم نسخت هذه الصدقة* فكان يقول في القرآن* آية لم يعمل* بها أحد غيري* وهي فضيلة له رضي الله عنه*.
* في إقامة الصلاة* وإيتاء الزكاة* وطاعة ورسوله* في الواجبات والمحرمات* عوض عما يفوت* المؤمن من النوافل*.
* تفسير أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير/ أبو بكر الجزائري (مـ 1921م) مصنف و مدقق مرحلة اولى
ليست هناك تعليقات